الخصوبة وصحة الإنجاب هما موضوعان غالبًا ما يحيط بهما الكثير من الخرافات والأساطير التي يمكن أن تؤدي إلى التباس، قلق غير ضروري، وفقدان الفرص للحصول على الرعاية المناسبة. المعلومات الخاطئة حول الخصوبة يمكن أن تؤثر في قرارات الأفراد حول التخطيط العائلي، وقد تساهم أحيانًا في صعوبة الحمل. من الضروري الفصل بين الحقائق والخرافات لاتخاذ قرارات مستنيرة بشأن الصحة الإنجابية.
في هذا المقال، سنتناول بعض أشهر الأساطير المحيطة بالخصوبة وصحة الإنجاب ونقدم معلومات دقيقة مبنية على الأدلة لمساعدة الأفراد والأزواج في التنقل في رحلتهم الإنجابية.
الحقيقة: الخصوبة هي مسؤولية مشتركة بين كلا الشريكين. على الرغم من أن مشاكل الخصوبة ترتبط عادة بالنساء بسبب تعقيدات الإباضة والحيض، فإن عقم الرجال يلعب دورًا كبيرًا في حوالي 40-50% من حالات العقم. عوامل مثل عدد الحيوانات المنوية، حركة الحيوانات المنوية، وشكلها يمكن أن تؤثر على قدرة الرجل على الإنجاب. لذا، يجب تقييم كلا الشريكين عندما يشتبه في وجود صعوبة في الإنجاب.ما يمكنك فعله: إذا كنت تواجه صعوبة في الإنجاب، من المهم أن يخضع كلا الشريكين لفحص الخصوبة. يمكن تقييم خصوبة الرجل بتحليل السائل المنوي، في حين يمكن تقييم خصوبة المرأة من خلال اختبارات الهرمونات، السونار، ومتابعة الإباضة.
الحقيقة: صحيح أن الخصوبة تميل للانخفاض مع التقدم في العمر، وخاصة بعد سن 35، لكنها ليست مستحيلة. هناك العديد من النساء فوق سن 35 اللاتي ينجحن في الحمل طبيعيًا ويحملن أطفالًا بصحة جيدة. ومع ذلك، فإن العوامل العمرية مثل جودة البويضات واحتياطي المبيض يمكن أن تجعل الحمل أكثر صعوبة. كما تزداد مخاطر الإجهاض والاضطرابات الكروموسومية مثل متلازمة داون مع التقدم في العمر.ما يمكنك فعله: إذا كنت فوق سن 35 وتخططين للحمل، من الجيد أن تتحدثي إلى أخصائي الخصوبة حول الخيارات المتاحة. قد يتم اللجوء إلى تقنيات مثل التلقيح الصناعي (IVF) أو تجميد البويضات إذا كنت غير مستعدة للإنجاب حاليًا ولكن تريدين الحفاظ على خصوبتك للمستقبل.
الحقيقة: الدورات غير المنتظمة قد تجعل من الصعب التنبؤ بالإباضة، لكنها لا تعني بالضرورة أنك لا تستطيعين الحمل. العديد من النساء ذوات الدورات غير المنتظمة ينجحن في الحمل طبيعيًا، على الرغم من أن ذلك قد يستغرق وقتًا أطول بسبب عدم انتظام الإباضة. قد يكون السبب وراء الدورات غير المنتظمة هو اضطرابات مثل متلازمة تكيس المبايض (PCOS) أو اضطرابات الغدة الدرقية، وهذه الحالات قابلة للعلاج.ما يمكنك فعله: إذا كنت تعانين من دورات غير منتظمة، يمكن استخدام طرق مثل قياس درجة حرارة الجسم الأساسية أو أجهزة اختبار الإباضة لتحديد أفضل وقت لمحاولة الحمل. استشارة الطبيب قد تساعد في التعرف على الحالات الكامنة التي قد تؤثر على خصوبتك وتقديم العلاجات لتوحيد الدورة.
الحقيقة: صحيح أن ممارسة الجنس في فترة الإباضة يمكن أن يزيد من فرص الحمل، ولكن من غير الضروري أن يكون في اليوم المحدد للإباضة. الحيوانات المنوية قد تعيش في الجهاز التناسلي الأنثوي لمدة تصل إلى خمسة أيام، بينما البويضة تعيش فقط لمدة 12-24 ساعة بعد الإباضة. لذلك، ممارسة الجنس قبل أو في يوم الإباضة لا تزال تتيح فرصة للحمل.ما يمكنك فعله: لتحسين فرص الحمل، قومي بممارسة الجنس بانتظام ودون وقاية طوال الدورة الشهرية، خاصة خلال فترة التخصيب (الأيام الخمسة التي تسبق الإباضة ويوم الإباضة نفسه). تتبع الإباضة يساعدك في فهم فترات خصوبتك.
الحقيقة: العقم يمكن أن يؤثر على الجميع، بغض النظر عن توقيت الزواج. صحيح أن العمر يؤثر على الخصوبة، لكن هناك عوامل أخرى قد تساهم في العقم مثل الجينات، الحالات الطبية، نمط الحياة، والعوامل البيئية. حتى النساء في العشرينات والثلاثينات قد يواجهن تحديات في الخصوبة بسبب حالات مثل PCOS، بطانة الرحم المهاجرة، أو انسداد قنوات فالوب.ما يمكنك فعله: إذا كنت قلقًا بشأن خصوبتك، من المهم إجراء تقييم أساسي، بغض النظر عن العمر. التدخل المبكر يمكن أن يساعد في التعرف على المشكلات المحتملة وتحسين فرص الحمل.
الحقيقة: العديد من الأزواج ينجحون في الحمل بشكل طبيعي في غضون السنة الأولى من المحاولة، ولكن من المهم أن تعرفي أن الحمل قد يستغرق بعض الوقت. الفرصة الطبيعية للحمل في الشهر الواحد تبلغ حوالي 20-25%. العوامل مثل الإجهاد ونمط الحياة وتكرار العلاقة الجنسية قد تؤثر في هذه الفترة الزمنية.ما يمكنك فعله: إذا كنت تحاولين الحمل لمدة أقل من عام (أو ستة أشهر إذا كنت فوق سن 35) دون نجاح، فليس هناك ما يدعو للقلق عادة. ولكن إذا كنت تواجهين صعوبة بعد ذلك، من الأفضل أن تستشيري أخصائي الخصوبة. العقم يمكن علاجه، والتدخل المبكر قد يحسن من احتمالات النجاح.
الحقيقة: العوامل المتعلقة بالنمط الحياتي مثل النظام الغذائي، ممارسة الرياضة، التدخين، شرب الكحول، والإجهاد يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الخصوبة. الحفاظ على وزن صحي، اتباع نظام غذائي متوازن، تقليل الإجهاد، والابتعاد عن التدخين وتناول الكحول يمكن أن يحسن من فرص الحمل. في الرجال، قد يؤثر التعرض للحرارة (مثل استخدام أحواض المياه الساخنة أو الساونا بشكل متكرر) على جودة الحيوانات المنوية.ما يمكنك فعله: من المهم أن يلتزم كلا الشريكين بنمط حياة صحي لتحسين الخصوبة. النساء يجب أن تهتم بجسمها من خلال الحفاظ على مؤشر كتلة الجسم الصحي وممارسة الرياضة بانتظام. الرجال يمكن أن يحسنوا من جودة الحيوانات المنوية من خلال اتباع نظام غذائي غني بالعناصر الغذائية، تقليل التوتر، والابتعاد عن العادات الضارة مثل التدخين والإفراط في تناول الكحول.
الحقيقة: علاجات الخصوبة مثل التلقيح الصناعي أو التلقيح الاصطناعي ليست فقط للأزواج الذين لا يستطيعون الحمل طبيعيًا، بل يمكن أن تكون خيارًا للأزواج الذين يواجهون تحديات مثل العقم لدى الرجال، العقم غير المفسر، أو انخفاض الخصوبة المرتبط بالعمر. حتى الأزواج الذين ينجحون في الحمل بشكل طبيعي قد يلجؤون إلى علاجات الخصوبة للمساعدة في الحمل.ما يمكنك فعله: إذا لم يفلح الحمل الطبيعي، توجد العديد من خيارات العلاج المتاحة لمساعدة الأزواج على تكوين عائلاتهم. استشيري أخصائي الخصوبة لمناقشة خطط العلاج الشخصية واستكشاف جميع الإمكانيات، بما في ذلك الأدوية، التلقيح الصناعي (IVF)، التلقيح داخل الرحم، أو استخدام البويضات أو الحيوانات المنوية من متبرعين.
الحقيقة: التبني والأم البديلة هما من خيارات بناء الأسرة الرائعة التي تتيح للأفراد أو الأزواج توسيع عائلاتهم عندما لا يكون الحمل البيولوجي ممكنًا. ومع ذلك، من المهم أن تعرف أنه يمكن أن يسعى البعض أيضًا إلى التبني أو الأم البديلة لأسباب صحية أو تفضيلات شخصية أو رغبة في مساعدة طفل محتاج.ما يمكنك فعله: إذا كنت تفكرين في التبني أو الأم البديلة، خصصي الوقت لفهم العملية، الاعتبارات القانونية، والجوانب العاطفية المرتبطة بها. استشاري في هذه المجالات يمكن أن يساعدك على اتخاذ قرار مستنير بشأن أفضل مسار لبناء عائلتك.
الخصوبة وصحة الإنجاب من الموضوعات المعقدة التي تحيط بها العديد من الأساطير. من خلال تفكيك هذه الخرافات، يمكن للأفراد والأزواج فهم خصوبتهم بشكل أفضل واتخاذ خطوات لتحسين فرص الحمل أو اللجوء إلى العلاجات المناسبة إذا لزم الأمر. إذا كنت قلقًا بشأن خصوبتك، لا تتردد في استشارة مقدم الرعاية الصحية أو أخصائي الخصوبة. الفهم الصحيح وطلب المساعدة في وقت مبكر يمكن أن يمنحك فرصة لاتخاذ قرارات مستنيرة حول صحتك الإنجابية وخطة إنجاب العائلة.